Page 62 - web
P. 62
محطات عربية
حصيلة مكافحة الجريمة المالية والاقتصادية
بالمملكة المغربية ..مؤشرات الزجر وآليات المكافحة
تشكل الجريمة المالية والاقتصادية واحدة من أخطر شعبة اتصال الرباط
الجرائم التي تواجهها سلطات إنفاذ القانون ،على اعتبار
أنها تشكل تهديدً ًا جديًًا وخطيرًًا للأمن الاقتصادي للدول، 62
وتمس بأمن المعاملات المالية ،وتقوض الثقة في وسائل
الأداء وبطاقات الائتمان ،كما أنها ترتب خسائر مالية غالبًًا
ما تكون لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية خطيرة.
وتشير مؤشرات اليقظة الأمنية إلى أن الجريمة المالية
والاقتصادية قد تضاعفت مؤخرًًا ،خصوصًًا إبان الجائحة
الصحية كوفيد ،19-بفضل انحسار النشاط الاقتصادي،
وتزايد الأزمات المالية ،وتنامي حالات عدم الوفاء بالسندات
البنكية وغيرها ،ناهيك عن تضاعف الجرائم المرتبطة
بوسائل الأداء عن بعد.
كما تبرز خطورة الجرائم المالية والاقتصادية أكثر عندما
نعلم بأنها تشكل في الكثير من الحالات «جرائم أصلية»
تقوم معها جريمة أخطر وهي غسل وتبييض الأموال.
كما أن تقاطع هذا النوع من الإجرام مع عمليات تمويل
الإرهاب وتوفير الدعم اللوجستي للتنظيمات المتطرفة،
يفرض على سلطات إنفاذ القانون مضاعفة آليات الرصد
واليقظة لمواجهة تنامي مؤشرات الجريمة المالية
والاقتصادية.
والتصدي للجرائم المالية والاقتصادية ليس بالسهولة
التي قد يتصورها البعض ،بسبب تعقد وتشابك الأساليب
الإجرامية المعتمدة في ارتكاب هذا النوع من الإجرام،
وارتباطها بشبكات منظمة لها امتدادات دولية ،وهو ما
يقتضي تطوير تقنيات البحث الجنائي ،وتأهيل البنيات الشرطية
المكلفة بالبحث والتحقيق ،فضًا ًل عن تطوير آليات التعاون
الأمني الدولي للتصدي لمثل هذه الجرائم المعقدة.
وعلى صعيد آخر ،يطرح دتاخل الجريمة المالية
والاقتصادية مع جرائم الفساد المالي تحديات كبرى على
هيئات إنفاذ القانون ،ويزيد من عبء مسؤولياتها في
مكافحة هذا النوع من الإجرام المنظم ،بسبب تقويضه
لمبادئ النزاهة والشفافية والمحاسبة المفروضة في
المؤسسات العمومية والخاصة ،ومساسه بمرتكزات
الحكامة الجيدة في التدبير العمومي.